البعد الأمني للسياسة المتوسطية للإتحاد الأوروبي
En cours de chargement...
Fichiers
Date
2022-11-12
Auteurs
Nom de la revue
ISSN de la revue
Titre du volume
Éditeur
Résumé
تهدف هذه الدراسة المعمقة إلى الكشف عن مدى استجابة السياسة الأمنية للإتحاد الأوربي للتحديات التي تجتاحه داخلياً ، ثم قياس مدى تأثير التهديدات الأمنية الجديدة التي تواجهه في منطقة جنوب المتوسط عليه، والذي تأثر هذا الأخير بأخطار فرضت نفسها، حيث شهدنا تفجر نزاعات داخلية وتداعيات الأزمات العالمية الإنسانية والاقتصادية والصحية ، وتأزم الأوضاع في الضفة الجنوبية للمتوسط ،ظهور خطر تنظيم الدولة داعش، واحتدام التنافس الأمريكي- الروسي- الصيني على المنطقة ، ناهيك على ما عاشته الضفة الجنوبية للمتوسط من حراك شعبي منذ نهاية 2010 في كل من تونس ليبيا مصر وسوريا وكلها دول تطل على المتوسط، مما جعل الاتحاد الأوربي كقوة معيارية في المتوسط وأحد الفواعل البارزة في السياسة العالمية ينظر بقلق شديد للبيئة الأمنية المضطربة والمتغيرة في منطقة المتوسط باعتبارها تشكل المعضلة الأمنية الناشئة على حد تعبير "روبرت جرفيس" .
وقد خلصت الدراسة لنقطة مفصلية مفادها؛ أن التحولات الديمقراطية في جنوب المتوسط و أزمة اللاجئين السورين بينت مدى هشاشة القوة الأمنية المعيارية Normative Power للإتحاد الأوروبي التي ينادي بها منذ تأسيسه والتي تمثل جوهر بناءه ،إذ كشفت أزمة اللاجئين السورين خاصة الوجه الحقيقي للاتحاد الأوروبي في تعامله مع أزمات إنسانية مماثلة، وتعتبر الدلالات الثلاث "الأمن، الهوية، القيم الإنسانية"، أحد المفاتيح الأساسية لفهم واختبار مدى مصداقية المبادئ المعيارية التي ينادي بها الإتحاد الأوروبي ويصوغ قراراته الخارجية منذ تأسيسه إلى غاية مواجهته لأزمة اللاجئين السوريين ،إذ وقع في فخ ازدواجية المعايير في سلوكه الخارجي اتجاه مسألتي الهجرة واللجوء عامة وبالأخص أزمة اللاجئين السوريين، فبينما يراعي في سلوكه الخارجي المبادئ المعيارية (حقوق الإنسان والديمقراطية والدبلوماسية الاقتصادية)، جاءت أزمة اللاجئين السوريين لتكشف الوجه الحقيقي ولتمثل اختبارا حقيقيا لهذه المبادئ المعيارية، والذي اتضحت معالمها في انقسام دول أعضاء الإتحاد الأوروبي بين مؤيد ومعارض لاحتواء جحافل اللاجئين السوريين ، لتثير بذلك خلافات واسعة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بسبب رفض بعضها استقبال اللاجئين أو التحفظ على استقبال دول أخرى لهم.